بما أنّ القصص قد تؤخّر الموت وتؤجّله، عمدت بِتنا، الطالبة الكورية المفلسة، إلى اختراع قصص لسالومي، التي أقعدها مرض عضال. الأولى تصارع الفقر والثانية تصارع الألم. فتهربان معًا إلى القصص اليومية أو الرائعة، وسرعان ما تختفي الحدود بين الواقع والخيال. رواية تهبّ أساطيرها الحضرية على نهر «هان»، والشوارع المُشبَعة والأزقّة المُظلّلة. هي سيول كما يراها لو كليزيو، بناسها وأماكنها. ويرصدها بعينين تشعّ منهما الألفة الحميمة، والاهتمام بالتفاصيل. قصة عن الحياة في المدينة، كأننا نعيشها اليوم. المدينة التي يعرفها عن ظهر قلب، والتي يُحبّها. يتقن لو كليزيو في هذه الرواية فنّ إرشاد القارئ عبر المدن، والتركيز على الناس، وشخصياتهم، وطباعهم، مع الأخذ في الاعتبار أن الناس هم في نهاية المطاف انعكاس للمدينة، وضوضائها، والطبيعة المُحيطة بها.